حين أدخل الخطاب القومي العروبي نفسه والعربية والبلد في مأزق جراء رهاناته الاكراهية على فرض التعريب بالنار واللهيب راودت بعض قطاعاته فكرة خلاصتها دعونا نحاول جر الاسلاميين معنا الى المأزق على طريقة علي وعلى أعدائي.
من المؤلم ان يغيب العرب كليا كدول وجيوش من قائمة القلق الإسرائيلي، وينتقل بعضهم الى معسكر الحلفاء لدولة الاحتلال، التي ينظرون اليها كشريك استراتيجي في منظمة امن إقليمية على غرار حلف الناتو.
مساء أمس كنت جالسا في سمر ليلي تحت ضوء القمر في ركن قصي من ولاية الحوض الشرقي وسط تجمعات ريفية تتكون أساسا من تجمعات قرى آدوابه (العبيد السابقين) فرأيت المشهد التالي : محيط جغرافي لا يزيد قطره على ثلاثة كيلومترات توجد به العديد من القرى متوسطة الكثافة يوجد في الخط الأمامي منه 10 قرى متشكلة في شبه دائرة توجد خلفها العديد من القريات والبيوتات المتناثرة
الكل يعرف أن رموز الدولة الموريتانية ُأنتجت فى ظل غياب التام للشعب الموريتاني سواء كان ذلك الغياب على مستوى الوعي أو على مستوى الممارسة السياسية فلم يكن للمواطن الموريتاني ساعة إنتاج رموز ومعالم دولته شأن يذكر بل كانت تلك الأمور تخضع إنتاجا لرأي فرد أو فردين من أبناء هذا الشعب إن لم تكن تدار أصلا من الخارج
دفع سعى الرئيس محمد ولد عبد العزيز وإصراره في الوقت الراهن إلى القفز من فوق جدار الدستور المحصن دون مراعاة لأهمية الوفاق السياسي المشترك ، وكذلك دون اكتراث لأخذ رأي الشعب الموريتاني (الإستفتاء) المخول بهذا الحق شرعا وقانونا الى استشراف المستقبل الغامض الناجم عن هكذا
هل يعتقد مجنون واحد في هذا الركن المنسي من العالم، الذي عجز أبناؤه - الذين أصبحوا كلهم ديمقراطيين بين عشية وضحاها (فجأة من المحظرة إلى البرلمان) - عن بناء رصيف صالح يغطي جوانب مدينتهم المتسخة التي لا يوجد فيها غير المتاجرة العفنة بالبضائع والأدوية المزورة، والوجوه الكالحة المثقلة بالهموم والظلم والأكاذيب !
صحيح أن تغيير الدستور حدث مرار وتكرارا؛حسب مقتضيات الحاجة أو حسب الاجتهاد السياسي؛ ولم يصاحب ذلك بما يصاحب اليوم من اللغط والافتعال والتوظيف السياسي، فتارة ترتفع الأصوات بحجة المساس بالدستور نفسه لكونه وثيقة مقدسة مصانة لا ينبغي تعديلها ولا التصرف في مضمونها!..
صغيرة هي عقول الموريتانيين، و أصغرها و أكثرها سذاجة هي عقول كتابها و ساستها وصحافتها ، حين تصبح كل مانشتاتها العريضة ملطخة بسخافة مهرج: “خليفة ولد عبد العزيز بالصفات لا بالأسماء”
يبدو أن حديث التعديلات الدستورية، خاصة ما يتعلق منها بالعلم والنشيد، "حديث ذو شجون" حقا. فقد ذكرتنا آخر بياناته بالمقاومة الثقافية "المجمع عليها، والتي ما زالت مستمرة..."!!!