في سنة 1972 احتدم الصراع بين شباب الحركة الوطنية الديمقراطية الداعية إلى تصفية الاستعمار الجديد وإدخال إصلاحات جوهرية على النظام، وبين حراس القبور فيه وسدنة موريتانيا الأعماق. يومها لم يكتف الرجعيون باعتماد القمع أسلوبا في مواجهة الفكر التقدمي؛ بل شنوا حملة هوجاء لا مثيل لها
(1) عالم يتغير ونحن لا نرى دورانه؟ روسيا اليوم لاعب رئيسي في دمشق، وأعقل ما في دول المساحات الصغرى الكويت بصغرها وسلطنة عمان بتفردها ،وتركيا تعيش عصر انهيار الخلافة العثمانية، و رجل المهجر المريض هو الممول الأول للعبة هز استقرار موريتانيا كي ندخل بيت الطاعة لحوافزه المافيوية،.
لم يكد غبار زوبعة نقاش وإقرار مشروع قانون التعديلات الدستورية على مستوى الجمعية الوطنية يخف، حتى نزلت "صاعقة" رفض مجلس الشيوخ لتلك التعديلات، دون رعد ولا برق؛ لتربك فولكلور احتفالات الموالاة بذاك النصر المبين...
اقترح الرئيس محمد ولد عبد العزيز على حكومته طرح مشروع قانون لإجراء تعديلات على الدستور الموريتاني تقتضي تغيير العلم الموريتاني والنشيد الوطني, وإلغاء مجلس الشيوخ.
قبل سنوات وسنوات كتب صلاح خلف – أبو إياد – في كتابه "فلسطيني بلا هوية": أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر"، كانت عبّارة كتبها صاحبها وهو يرى بأم العين رفاقه "المناضلين" وهم يبيعون القضية خطوة بخطوة، ويتنازلون درجة درجة، ويخلقون لذلك المبررات والأعذار !
أتذكرُ أني كنتُ موفداً من "صحراء ميديا" لمرافقته طيلة أيام الحملة الرئاسية، إلى جانب كوكبة من الصحفيين..استهوتني الحملة، خاصةً أننا كنا نصل إلى المدن بُعيد مغادرةِ الغريم القوي أحمد ولد داداه لها.
لم يعد مستحيلا على المتابع لما يجري وبعد المؤتمر الصحفي، والتعديل المزمع على الدستور، تخمين كنه ما يدور في ذهن سيادة الرئيس، بل إن شئت "الملك"، وكما دعاه مؤخرا وعلنا أحد فرسان "الكتيبة المدنية" العتيدة الميامين، عضو مجلس النواب من على منبر المجلس، وفي دورة رسمية.