تقرير حول تقييم أشغال القرية التراثية والثقافية ومتحف وادان وفضاءاته | صحيفة السفير

تقرير حول تقييم أشغال القرية التراثية والثقافية ومتحف وادان وفضاءاته

اثنين, 24/11/2025 - 16:53

توطئة:
تمثل مدينة وادان إحدى أبرز مواقع التراث التاريخي في موريتانيا، وبوابة لعراقة الحضارة المرابطية في المنطقة. ويهدف مشروع متحف وادان والقرية التراثية إلى إحياء الهوية التراثية للمدينة وتعزيز السياحة الثقافية من خلال إنشاء مدينة جاذبة للزوار والخبراء، مع متحف متكامل وقرية تراثية تحاكي التاريخ المحلي وتبرز أصالة المجتمع الموريتاني العريق.

---

أولاً: تقييم الأشغال المنجزة

1. المتحف:

تم الانتهاء من الهيكل الأساسي للمتحف، مع مراعاة الطابع المعماري المحلي الذي يعكس التراث المرابطي.

تنظيم المعارض الداخلية جيد ويشمل التحف الأثرية والمخطوطات والصور التاريخية.

توجد بعض الملاحظات المتعلقة بالإضاءة الداخلية واللافتات التوضيحية التي يمكن تحسينها لضمان تجربة زائر سلسة وممتعة.

2. القرية التراثية:

تم تنفيذ المنازل التقليدية والمساحات العامة وفق التصاميم التراثية، مع الحفاظ على الطابع العمراني الأصلي.

المساحات المفتوحة والساحات العامة مناسبة للفعاليات الثقافية والورش التعليمية.

بعض الممرات تحتاج إلى إكمال التشجير والمحتوى الثقافي، مع دراسة لضمان سهولة حركة الزوار، خاصة في مواسم الازدحام.

3. المسجد وفضاءات الأخصاص والعرائش التراثية والخيم التراثية:

أظهرت مدينة التراث في وادان جودة تنفيذ المباني وتناسق المخطط العمراني.

يوصى بتزويد المباني والأعرشة التراثية بأنواع الأثاث المصنوع من المبدعين والحرفيين التقليديين.

من المهم إبراز بطولات شهداء المقاومة الوطنية والعطاء الثقافي والفكري لعشرة قرون من الحضارة، بما في ذلك جهود العلماء الشناقطة والفاتحين المرابطين منذ منتصف القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي.

دعم هيئة التراث ضروري لتعميق أثر المتحف ومكتبة المدينة من خلال فرق متخصصة لبناء ذاكرة حضارية مؤثرة لكل زائر.

مكونات منازل القرية التراثية والثقافية تعمل على تعريف الزوار بالمدن التراثية، وأئمة الفقهاء المرابطية، وشهداء معارك المقاومة الوطنية التي أهدت البلاد الاستقلال ودولة المواطنة.

التجربة أظهرت نجاحًا متزامنًا في كل من مدينة التراث بوادان، وجوهرة مدن التراث بولاية آدرار، ومنشأة صون تراث بوبكر بن عامر بولاية تكانت، مؤسس إمبراطورية المرابطين التي حكمت إفريقيا والمغرب العربي والأندلس.

يظهر المشروع اهتمامًا بالتنمية المستدامة من خلال تجهيز المسجد العتيق بالتعاون مع رابطة أئمة المساجد العتيقة ومحظرة المسجد العتيق، ودعم "المدجنة" التي أُنشئت لرعاية الأسر المتعففة، ودعم المدارس الأهلية ومنتجي التراث والنحت الحجري، وترميز الطريق إلى وادان، ودعم خبراء التراث والإنتاج الحرفي في القرية الثقافية والتراثية.

---

رابعاً: الإيجابيات

التزام المشروع بالهوية التراثية المعمارية مع دمج عناصر التاريخ المحلي بشكل واضح، واستخدام معايير جودة عالية.

توفير مساحة تعليمية وثقافية عبر مدرسة التراث بوادان، تتيح إقامة ورش ومعارض متخصصة للزوار والباحثين.

استثمار جيد في السياحة الثقافية يعزز مكانة وادان كموقع تراث عالمي.

استدامة بيئية من خلال استخدام الطاقة المتجددة، خزانات المياه، وزراعة الأشجار المثمرة والخضروات، مع الممرات الحجرية والمساحات الخضراء.

---

خامساً: الملاحظات والاقتراحات

توسيع برامج التفسير والإرشاد داخل المتحف والقرية لتشمل شروحات متعددة اللغات، وشرح معاني تأسيس المدن التراثية الأخرى في موريتانيا (آزوكي، وادان، تشيت، بوبكر بن عامر، شنقيط، ولاتة، جيول، كمبي صالح، أوداغوست، جزيرة تيدره، عين الصحراء "كلب الريشات").

تعزيز التعاون مع شركاء محليين ودوليين لتطوير فعاليات مستمرة وجذب الزوار.

دراسة إمكانية إنشاء مرافق إضافية (مقاهي، محلات بيع الهدايا التراثية) دون المساس بالطابع التراثي للمكان.

دعم هيئة التراث بالإمكانيات اللازمة لاستكمال أعمال الترميم، تجهيز المتحف والمكتبة، وتشغيل الفرق الفنية المتخصصة لضمان استدامة المشروع.

---

الخاتمة

يمثل مشروع متحف وادان والقرية التراثية خطوة استراتيجية لتعزيز الهوية الثقافية للمدينة وإحياء التاريخ المحلي. إن توفير الدعم الكامل من الدولة—تمويلاً وإمكانيات تقنية وتسهيلات تشغيلية—يعد ضرورة لضمان استمرارية المشروع وتعظيم أثره الثقافي والسياحي والاجتماعي على المدى الطويل.

وتبرز أيضًا ضرورة الالتفاف الوطني حول. جهود النماء الاي تبذلها العهدة الرئاسية لفخامة الرئيس السيد محمد رلد الشيخ الغزواني وحكومته العاملة بقوة ووزارة الثقافة وفريق هيئة التراث ومدّ جهود احياء التراث في هذه المدن بكل الإمكانيات المطلوبة لاستكمال مشروع النماء وبرنامج النهوض الوطني الشامل، بمدن التراث والآثار الذي يمس جميع الموريتانيين على حد سواء، ويجسد رؤية موحدة لصون التراث وبناء ذاكرة حضارية مستدامة تليق بتاريخ البلاد ومكانتها.

فالاهتمام بالماضي الحضاري والألق الثقافي ووالتراثي واحترامه ليس خياراً ثانوياً، بل أساسٌ لبناء مستقبلٍ مستدام وواعد لأجيال موريتانيا القادمة.

وفي الختام، يُسجَّل هنا شكرٌ خاص لفخامة الرئيس وفريق. انجاز بزنامجه الانتخابي ولكل من ساهم في تجسيد هذا الإنجاز من كافة الأطراف، أفراداً ومؤسسات، على ما بذلوه من جهد وإخلاص في خدمة التراث الوطني. وتشييد مباني ومعاني منشأة مدينة التراث(القرية الثقافية والتراثية في وادان )
لايدرك شيء الا بفضل الله وعونه ولطفه ومدده.

وادان
السبت 22/نوفمبر/ 2025