
أكّد وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، الحسين ولد امدو، التزام موريتانيا الراسخ بمضامين اتفاقية اليونسكو لعام 2005 بشأن حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، مشيرًا إلى أن بلاده تنظر إلى الثقافة كضرورة استراتيجية لبناء مجتمعات متماسكة وتعزيز التفاهم بين الشعوب.
جاء ذلك خلال كلمة الوزير أمام الدورة العاشرة لمؤتمر أطراف الاتفاقية، المنعقدة بمقر منظمة اليونسكو، حيث نقل تحيات الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، مؤكدًا أن موريتانيا جعلت من الثقافة محورًا رئيسيًا في مشروعها المجتمعي، من خلال سياسات تستند إلى الإنصاف الثقافي والعدالة التعبيرية.
واستعرض الوزير أبرز الإنجازات التي حققتها موريتانيا في هذا المجال، من بينها تسجيل “المحظرة” و”ملحمة سامبا غالاديو” ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، وإقرار يوم وطني للتنوع الثقافي يُحتفى به في الأول من مارس من كل عام، إضافة إلى إدراج اللغة السوننكية ضمن اللغات العابرة للحدود.
وأشار ولد امدو إلى أن الحكومة تعمل على إطلاق مشاريع بنيوية كبرى مثل قصر الثقافة والحي الثقافي في نواكشوط، وتأسيس دار وطنية للمخطوطات، والقرية التراثية، إلى جانب برامج طموحة لدعم الصناعات الإبداعية وربط الثقافة بالدورة الاقتصادية.
وأكد أن موريتانيا شرعت في تدريس اللغات الوطنية (البولارية، السوننكية، الولفية) داخل الفصول الدراسية، وأطلقت إذاعات محلية ومنصة إخبارية متعددة اللغات، دعمًا للوصول العادل إلى التعبير الثقافي.
وأوضح الوزير أن هذه المبادرات تندرج في إطار رؤية شاملة لفخامة رئيس الجمهورية تهدف إلى صيانة التراث وتنقيته من الصور النمطية، كما تجسدت في اختيار نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2023.
وفي ختام كلمته، جدد ولد امدو التزام موريتانيا بتعزيز الشراكات الثقافية على المستويين الإقليمي والدولي، داعيًا إلى ترجمة اتفاقية 2005 إلى ممارسات عادلة تضمن لكل ثقافة حقها في التعبير والتطور، بعيدًا عن التماثل القسري والتهميش.