في رثاء العلامة حمدا ولد أتاه.. (وقفة حزن وأسى بالمدروم) | صحيفة السفير

في رثاء العلامة حمدا ولد أتاه.. (وقفة حزن وأسى بالمدروم)

خميس, 15/02/2024 - 13:45

كيف ارثيه بدمع سائل

ليس يكفيه خضم ساحلي

وبحور الشعر حيرى دونه

من طويل مثل موج الكامل

رمل الفتيان تاهت عيره

باكيات وجه بدر آفل

وليالي الوصل اضناها الجوى

بعد فقد الحبر جم النائل

علم القطر ومصباح الحمى

غرة العلياء أهل العاقل

مجمع البحرين مذ كان فتى

بسنى الفكر وسر هائل

كوكب في الناس جمع مفرد

بذ سحنونا بسح هاطل

ذاك صيت النجم حمدا وحده

ذاع في الخارج قبل الداخل

نهجه في الدين يسر لين

وسط يدعو لرشد شامل

وكذاك الحق إن يصدع به

هز محبوبا جدار الباطل

قد من روح ظريفا روحه

تأنف الطبع ثقيل الكاهل

هو كالروض نسيم دافق

أريحي كالحمام الزاجل

شاعر فذ وعذب بوحه

لا يبارى في عكاظ حافل

قس هذا العصر نحرير الورى

تاج شنقيط بحبل واصل

ربي فارحمه بفردوس العلا

وليكن خير مقيم رافل

واسق ذاك القبر من فيض الندى

حل بالمدروم نجوى راحل

لم يكن إلا لواء للهدى

حادي الركب لفتح عاجل

حاتمي الجود بر عالم

مقصد المسكين والسائل

ينفق العلم كما المال معا

ليس يغرى بنعيم زائل

ما عزائي فيه إلا أنه

لم يزل فينا حديث القائل :

لم يمت حمدا فهذا ذكره

يملأ الدنيا بفخر شاغل

بذويه الغر من آل النهى

من أديب ولبيب عاقل

ببها فاصبر وسيدي كلكم

يا بني الشيخ الجليل الراحل

وادرع صبرا جميلا بعده

يا " إكيدي " ثم صبرا عاذلي

إنه شيخ الشيوخ المنتقى

تحفة الدهر بعصر خامل

حي بالمدروم ربعا ضمه

قبل ذا أيه بدمع سائل

ها هنا والدنا بل خالنا

هاهنا مثوى لقطب فاعل

ولنعت ولحال نصبه

بمعالي النفس نحو عائلي

ودع الصبر محب بعده

ذائع الحزن بجسم ناحل

يا أخ الشعر يساقي كأسه

في ربى " العقل " ودنيا بابل

هل ترى المربد في أحلامه

آنس الركب بوادي حائل

لست أدري بعد " حمدا " برقه

خلب يبدو بقفر ماحل

وعلى طه صلاة دائما

تزدهي حمدا لرب عادل

سيدي ولد الأمجاد

باريس 13 فبراير 2024