استيلاد فئران من دون بويضة | صحيفة السفير

استيلاد فئران من دون بويضة

خميس, 15/09/2016 - 10:59

وصل باحثون من «جامعة باث» البريطانية و «جامعة ريغنسبرغ» في ألمانيا، الى استيلاد فئران عبر حقن الحيوان المنوي مباشرة في خلية من دون المرور ببويضة. وتوقع فريق البحث أنّه سيصبح ممكنًا في المستقبل، التخلي عن البويضات في عملية التكاثر.
أفاد المعدّ الرئيسي للدراسة، الطبيب توني بيري: «كنا نظن أن البويضة وحدها قادرة على تفعيل الحيوان المنوي للوصول الى جنين. لكنّها المرة الأولى التي يحصل فيها هذا التطور الناجح من خلال حقن الحيوان المنوي مباشرةً في الجنين».
«الجنين» المستخدم، هو شكل خاص جدًا واصطناعي استحدث من خلال التحفيز الكيميائي للبويضة لتبدأ عملية الانشطار الخلوي من دون الاحتكاك بحيوان منوي. ومن خلال حقن الحيوان المنوي في هذه الخلايا الخاصة المسماة «بكرية»، تمكّن الباحثون من توليد فئران حية عند 24 في المئة من الحالات. وقد أصبحت صغار الفئران هذه، فئرانًا بالغةً قادرةً على التكاثر، لها أمد حياة طبيعي، على ما أكد بيري خلال مؤتمر صحافي عقد في لندن.
يفيد خبراء عديدون استطلعت آراؤهم حول هذه النتيجة أن هذه الدراسة تسهم في فهم أفضل لآليات التكاثر لدى الثدييات، وتفتح الباب أمام مجالات تطبيق في تقنية التلقيح بالمساعدة. يشير عالم الأحياء البريطاني في «معهد فرنسيس كريك» في لندن، روبن لوفيل - بادج إلى أنه على ثقة «أن هذا الأمر سيعلّمنا أشياء مهمة حول إعادة برمجة الخلايا خلال مراحل النمو الأولى، مع أن الدراسة لا تشير إلى كيفية حدوث ذلك بعد».
من جهتها، رأت الباحثة في علم الأحياء الخلوية في «المركز الوطني للبحث العلمي» في فرنسا، ماري - ايلين فيرلاك، أن الدراسة أظهرت أن تفعيل المجين الأبوي الموجود في الحيوان المنوي، أي العملية المؤدية الى تشكل الجنين «يمكن أن يحصل في مرحلة لاحقة وليس فقط عند مستوى البويضة». وأضافت أنه «يمكن في المستقبل التفكير في استخدام الخلايا البكرية هذه في تقنية التلقيح بالمساعدة، ما سيسمح بالاعتماد بشكل أقل على البويضات».
المعد الرئيسي للدراسة أكد ضرورة الانطلاق من بويضة للتّوصل الى هذه الخلايا البكرية في الوقت الحاضر. لكن في المستقبل قد يمكن التخلي عنها عبر توليدها من خلايا الجلد مثلًا.
إلا أن المدير العام للعيادة البريطانية الخاصة «كير فرتيليتي»، سايمن فيشل، حذّر من أن «الفئران ليست بشرًا (..) وحتى لو كان الأمر ممكنًا نظريًا، نحتاج إلى سنوات طويلة لفهم مخاطر هذا الأمر على الحمض النووي وعلى صحة البشر».
تثير هذه النتائج أسئلة أخلاقية أيضًا. فإحدى الحجج المقدّمة لتبرير استخدام الخلايا البكرية كمصدر للخلايا الجذعية لدى الإنسان، كانت أنّ هذه الأجنّة غير قابلة للحياة. (أ ف ب)