من تاريخ الأنظمة في موريتانيا (شهادات، مذكرات ومعالجات) تأليف: اعزيزي ولد المامي | صحيفة السفير

من تاريخ الأنظمة في موريتانيا (شهادات، مذكرات ومعالجات) تأليف: اعزيزي ولد المامي

جمعة, 12/08/2016 - 13:13

في خضم اتساع دائرة الجدل حول مختلف مراحل تطور الدولة الموريتانية منذ الاستقلال، ارتأت "السفير" نشر ما تيسر من مؤلفات وأبحاث تتناول أبرز تلك المحطات وما ميًز كلاً منها عن الأخريات.

وفي هذا السياق، نبدأ بنشر كتاب "من تاريخ الأنظمة في موريتانيا"، لمؤلفه، رجل الأعمال الموريتاني البارز، اعزيزي ولد المامي؛ وذلك عل حلقات تشمل أولاها مقدمة هذا الكتاب القيم.

مقدمة:

لقد دفعني حب التطلع إلى أن أكون مهتما بالشأن العام منذ نعومة أظافري، وكنت أسجل رؤوس أقلام عن الأحداث الوطنية منذ الاستقلال تحديدا وذلك تلبية لرغبة شخصية.

ولم تتبلور لدي فكرة إخراجها للقارئ إلا تحت وطأة التطورات السياسية في العقدين الأخيرين، ولست هنا بصدد كتابة التاريخ المعاصر للبلد وإنما قررت أن أخرج للنور بعضا مما دونته على مر الأيام على شكل ومضات قد تنير طريق المهتمين بكتابة التاريخ والسير.

ولن يمنعني من تقديم هذه الانطباعات ما قد تتركه لدى البعض ممن ينظرون للأمور بمنظار شخصي أو يفتقدون الروح الرياضية مع أنني اعتذر لهم مسبقا عن كل ما قد يفهمونه مما لم أرده قطعا عند التعرض –لا التعريض- لأشخاص عموميين هم معرضون بحكم ما تحملوه من مسؤوليات، للتقييم والمحاسبة في أي خطوة أقدموا عليها وتتعلق غالبا بمصير أمة بأكملها حيث لا مجال أبدا للحسابات الضيقة.

إن الكثير مما تم نشره عن هذه الفترات مطبوع بطابع الموالاة والمعاداة فهو بذلك يفتقر إلى الموضوعية.

وللتذكير فإني رجل أعمال أنشد الخير والاستقرار والازدهار لبلادي التي كلما كانت مزدهرة ومستقرة كلما كانت ملائمة للنشاط الذي أمارسه كما أنني لم أطمح أبدا لتعيين في منصب ما وليست لدي ديون راكدة اتجاه النظام المصرفي ولا أمتهن الزبونية السياسية بمعناها المتسيس.

وأنا بهذا في مأمن من كافة أنواع الضغوط وقد احتفظت لنفسي دائما بهامش من الحرية كنت استغله إذا دعت الضرورة لذلك:

فلم تمنعني علاقات الصداقة مع بعض رموز دولة الاستقلال من إبداء رأيي لأقربهم وأوثقهم صلة بي حين اختلفنا حول تقييم بعض الأمور من ضمنها مسار حرب الصحراء وكنت أذكرهم بذلك من باب وجوب إسداء النصح بين الأخلاء.

ولم يمنعني جو القهر والتعسف في بداية الثمانينات من أن أعبر عن موقفي من أمور سياسية واقتصادية واجتماعية كانت مطروحة بحدة على الساحة الوطنية آنذاك، راجع الصفحات 154 – 155 – 156 ولم يكن ذلك ليروق لبعض المتربصين وتحملت أعباء جسيمة ترتبت على إبداء الرأي ذلك والرئيس معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع حينها على إطلاع تام بذلك.

وإن بواعث التعرض لهذه القضايا إنما تنطلق من رغبة جانحة في الكشف عن بعض الحقائق التي يريد البعض بالتواطئ مع الزمن طمسها.

وقد حاولت التقيد بالأمانة التاريخية والتزام الموضوعية لإظهار الحقيقة ناصعة من شوائب الأغراض أو التلاعب.

وبذلك تكون هذه المعطيات سندا لمن يريد أن يؤرخ لهذه الحقب ولتداول الحكم من مرحلة الاستقلال حتى قيام دولة القانون والمؤسسات الدستورية.

المؤلف

تتناول الحلقات المقبلة مواضيع من قبيل الملامح الأولى لوجود الكيان الموريتاني، وتاريخ نظام القبائل والإمارات المتصارعة، والمرحلة الاستعمارية، وإعلان الاستقلال، وتأسيس الجمهورية مع فترة حكم الرئيس الراحل المختار ولد داداه (1960 ـ 1978) وما شهدته من أحداث وتطورات حاسمة مثل فك الارتباط الاقتصادي والنقدي بفرنسا، وحرب الصحراء وانقلاب 10 يوليو ؛ ثم عهد الأنظمة العسكرية (المصطفى ولد محمد السالك، محمد خونا ولد هيدالة، معاوية ولد سيدي أحمد الطائع)..

ويفرد ولد المامي حيزا واسعا لعلاقاته الشخصية المتوترة جدا مع الرئيس ولد هيداله، قبل أن يخصص عدة فصول لفترة الرئيس ولد الطائع (1984 ـ 2005)...