أية دلالة لزيارة "سابين" لموريتانيا؟ | صحيفة السفير

أية دلالة لزيارة "سابين" لموريتانيا؟

ثلاثاء, 18/04/2017 - 12:28

أظهرت زيارة ينهيها اليوم لنواكشوط ميشيل سابين وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي مواصلة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند معالجاته لدبلوماسيته في إفريقيا قبل مغادرته القريبة للسلطة في انتخابات الأحد المقبل.
واستهل الرئيس الفرنسي علاج العلاقات مع موريتانيا قبل أسبوعين حيث أوفد وزير الخارجية جان ماري آيرولت إلى نواكشوط لكسر جمود العلاقات مع موريتانيا التي يتحكم نظامها عبر حضوره العسكري القوي وسيطرته على مجموعة دول الساحل الخمس، تحكماً كبيراً في مجريات الوضع الأمني في الساحل الإفريقي الذي يشكل بالنسبة لفرنسا، تحدياً كبيراً يصعب رفعه.
وشكلت زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لفرنسا قبل أيام، رغم ما كدر صفوها من احتجاجات معارضي الشتات الزنجي الموريتاني في باريس، بدعوة من الرئيس أولاند، جانباً آخر من جوانب معالجات التركة الدبلوماسية.
وحرص الرئيس أولاند على طمأنة الرئيس الموريتاني من خلال بيان للرئاسة الفرنسية تزامن مع وجود الرئيس الموريتاني في باريس، أشاد فيه أولاند بقدرات الرئيس الموريتاني في مكافحة الإرهاب وفي إرساء الديموقراطية بالقارة السمراء من خلال وساطته الناجحة في الأزمة الغامبية. هذا وتضمن برنامج زيارة وزير الاقتصاد الفرنسي لموريتانيا أمس أنشطة عدة من ضمنها توقيع اتفاقية مع وزير الاقتصاد والمالية الموريتاني تخص التعاون في مجال القضاء، ومن ضمنها كذلك بحث سبل توطيد وتعزيز العلاقات بين البلدين في شتى المجالات.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان آيرولت قد أكد في تصريحات أدلى في ختام زيارته الأخيرة «أن مباحثاته مع الرئيس الموريتاني ارتقت إلى المستوى الرفيع للعلاقات الممتازة القائمة بين فرنسا وموريتانيا».
وقال «الكل يعرف أن موريتانيا بلد صديق وشريك مهم لفرنسا ليس فقط على الصعيدين الدبلوماسي والأمني وإنما على الصعيد الاقتصادي أيضاً، علاوة على كون موريتانيا شريكا يتمتع بالأولوية في مجال الدعم الفرنسي الموجه للتنمية».
وأضاف الوزير آيرولت قائلاً «نقلت للرئيس الموريتاني تحيات الرئيس أولاند وتطرقت مباحثاتنا لمجمل المواضيع ذات الاهتمام المشترك، حيث عبرت خلال اللقاء عن تقدير فرنسا الكبير للجهود التي تقوم بها موريتانيا لضمان الأمن والاستقرار ليس فقط على الصعيد الداخلي ولكن أيضا لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها». وقال «عبرت عن تقديرنا لدور موريتانيا الكبير في تأسيس مجموعة بلدان الساحل الخمس، دون أن أنسى ارتياحنا الكبير لدور فخامة الرئيس في نزع فتيل الأزمة في غامبيا ونجاح الوساطة وما ترتب عليها من احترام نتائج الانتخابات هناك وتمكين الرئيس المنتخب من مزاولة مهامه».
«وقبل أن أنهي هذا التصريح، لا يسعني إلا أن أعبر عن تقديرنا للدور البناء للدبلوماسية الموريتانية ودورها الإستباقي في مواجهة الأزمات وعن سعادتي للفرصة التي أتيحت لي للاستماع الى رؤية الرئيس للملفات الكبرى على الصعيدين الاقليمي والدولي ونصائحه التي لا غنى عنها للتعاطي مع الملفات الاقليمية خصوصا في مالي وليبيا».
ويركز الرئيس الفرنسي خطواته العلاجية الحالية لسياسته الإفريقية، على منطقة غرب إفريقيا والساحل الإفريقي، حيث كان قد لبس لأمته الحربية عام 2012 عندما أمر بنشر الجيش الفرنسي في شمال مالي.
واستقبل الرئيس أولاند الأسبوع الماضي، عددا من الرؤساء الأفارقة بينهم إضافة للرئيس الموريتاني، الرئيس الغيني ألفا كوندي ورئيس النيجر محمد إسوفو. وكانت علاقات فرنسا العسكرية والأمنية مع مجموعة دول الساحل الخمس التي تضم موريتانيا ومالي واتشاد والنيجر وبوركينافاسو في صلب المحادثات المكثفة مع القادة الأفارقة. ويسعى الرئيس أولاند قبل مغادرته كرسي الرئاسة، أن يترك أثراً له في القارة الإفريقية، وأن يقنع المراقبين بأنه ترك منطقة الساحل آمنة لصالح الأفارقة وبأيدي الأفارقة أنفسهم. وأكدت فرنسا على لسان وزير الخارجية جان ماري آيرولت خلال زيارته لنواكشوط وباماكو الأسبوع الفارط، أنها ستواصل دعمها لمجموعة دول الساحل الخمس، حيث أن الرئيس أولاند يطمح لانطلاقة سليمة ومدعومة لمشروع أمن الساحل الذي تسعى مجموعة دول الساحل الخمس لإقامته عبر قوة عسكرية مشتركة يواجه تشكيلها وتمويلها وتجهيزها عقبات كبيرة. وكان الرئيس الفرنسي قد أعرب عن أمله في أن تنضم ألمانيا لفرنسا في دعم وتجهيز وتدريب الوحدات التابعة لقوة الساحل المشتركة.
وأدرج مرشحان للرئاسة الفرنسية هما أمانويل ماكرون وبنوا هامون وهما وزيران سابقان من وزراء أولاند، في برامجهما الانتخابية مسألة توطيد التعاون والتنسيق الفرنسي الألماني في مجال سياساتهما المتعلقة بإفريقيا.

 

«القدس العربي»