فرنسا: مخاوف من تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية | صحيفة السفير

فرنسا: مخاوف من تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية

خميس, 30/03/2017 - 12:36

التحذير الأمريكي الأخير لرئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ريتشارد بور يأتي في إطار سلسلة من التصريحات والمواقف الفرنسية المحذرة من تدخل روسي محتمل للتأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية التي يتفق جانب كبير من الفرنسيين على أن حملتها الانتخابية غير مسبوقة: متابعات قضائية، فضائح مالية، وظائف وهمية، تحالفات غير متوقعة.

صحيفة "لوكنار أونشينيه" الفرنسية وبحسب مصادرها الخاصة أثارت في عدد صدر مطلع شباط/فبراير الماضي مخاوف جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسية من تدخل روسي بالانتخابات الرئاسية في شكل قرصنة معلوماتية ضخمة، لذلك يأخذ هذا الجهاز الفرضية على محمل الجد، وهناك هواجس من تكرار السيناريو الذي شهدته الانتخابات الرئاسية الأمريكية خاصة في معسكر الديمقراطية هيلاري كلينتون حين تم تسريب رسائلها الإلكترونية والذي يعتقد أن العملية تمت بمباركة من الرئاسة الروسية، للدفع بخصمها دونالد ترامب.

المحاولات الروسية حسب الصحيفة الفرنسية، بدأت مع محاولات قرصنة موقع المرشح المستقل إيمانويل ماكرون زعيم حركة "إلى الأمام" والتي ترجح استطلاعات الرأي أنه سيصل إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

صحيفة "لوكنار أونشينيه" أكدت أن موقع حركة "إلى الأمام" تعرض لحوالى مئة محاولة قرصنة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وأنها ارتفعت في شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري.

الأمين العام لحركة "إلى الأمام" ريتشارد فيراند وجه في هذا الإطار دعوة إلى السلطات العليا الفرنسية يطالبها فيها بضمان عدم تدخل قوة عظمى في الديمقراطية الفرنسية، في إشارة لتدخل روسي محتمل في الاستحقاق الفرنسي، مضيفا بأن "الأمريكيين تفطنوا إلى الأمر لكن بعد فوات الأوان".

فرانسوا هولاند أمر في الأول من مارس/آذار بتعبئة كل إمكانيات الدولة للتصدي للهجمات الرقمية والقرصنة التي قد تهدد الانتخابات الرئاسية التي ستجري دورتها الأولى في 23 أبريل/أبريل.

من جهته، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت في تصريح لصحيفة "لوجورنال دو ديمانش" من أي تدخل روسي، مؤكدا بأن "الفرنسيين لن يقبلوا بأن تملى عليهم اختياراتهم وبـأن أي تدخل رقمي روسي في الانتخابات الفرنسية هو تدخل غير مقبول".

وأضاف آيرولت "يكفي التطلع إلى المرشحين الفرنسيين الذين لا تخفي روسيا دعمها لهم وأقصد هنا فرانسوا فيون ومارين لوبان في حين يتعرض إيمانويل ماكرون الذي يدافع عن موقف داعم لأوروبا لحملة قرصنة معلوماتية... هذا أمر غير مقبول وأدينه".

التدخل الروسي في الانتخابات الفرنسية يأخذ أيضا أبعادا إعلامية، عندما تقوم وسائل إعلام روسية ببث معلومات خاطئة أو تستهدف مرشحا معينا كإيمانويل ماكرون. حيث ركزت وسائل إعلام روسية مقربة من النظام كروسيا اليوم في النسخة الفرنسية وكذلك سبوتنيك على ترويج أخبار خاطئة عن ماكرون، فنشرت مثلا كلاما لنائب فرنسي يشير فيه إلى علاقة مثلية تربط إيمانويل ماكرون بأحد الصحفيين وهو ما نفاه المرشح المستقل ماكرون.

مديرة قسم الاتصال في قناة روسيا اليوم آنا بلكينا اعتبرت هذه الاتهامات الموجهة لقناتها سخيفة وقالت إن معسكر ماكرون لا يقدم أدلة عن هذه الاتهامات التي توجه لقناتها بترويج معلومات خاطئة عن المرشح المستقل الشاب.

النفي الروسي لهذه "الاتهامات المفترضة" أتى من أعلى هرم السلطة في الكرملين حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله لرئيسة حزب "الجبهة الوطنية" مارين لوبان في 24 مارس/آذار الجاري أن روسيا لم تتدخل أبدا في مسار .الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

 

فرانس 24