الشركة الوطنية لصيانة الطرق: أربع ورشات لثلاث طرق في اترارزه | صحيفة السفير

الشركة الوطنية لصيانة الطرق: أربع ورشات لثلاث طرق في اترارزه

جمعة, 25/11/2016 - 17:43

وجدت السلطات الموريتانية نفسها أمام تحديات جسام في مجال صيانة الطرق خصوصا مع منتصف تسعينيات القرن الماضي.

ذلك أن زحف الرمال، وتآكل مادة القطران "كدروه"، وجرف مياه الأمطار للأرصفة.. كل ذلك كاد أن يقضي على معظم الطرق في البلاد. وأمام هذه الوضعية الحرجة اقتنعت السلطات بحتمية إيجاد حل سريع تمثل في خلق مؤسسة تختص في رفع تلك التحديات تحت اسم الشركة الوطنية لصيانة الطرق "ENER" في مارس1996. ومنذ ذلك الوقت لاحظ مستخدموا الطرق تحسنا في خدمات الصيانة خاصة فيما يتعلق بإزاحة الرمال.

"يومية السفير" قامت بجولة استطلاعية على طول طرق نواكشوط - روصو، تكند-المذرذرة، ونواكشوط- بتلميت.

أولا: طريق نواكشوط-روصو (204 كلم)

1- تدعيم الرصيف:

أنجزت الشركة الوطنية لصيانة الطرق حتى الآن 25 كلم شمالي مدينة تكند من تدعيم جانبي الطريق، وقد بدأ العمل في ذلك يوم 10 بريل الماضي، بهدف تسوية بعض الحفر، وصرف مياه الأمطار بعيدا عن الطريق حتى لا تتسبب في جرفه وتعميق حفره.

 ويقول السيد محمد كمال ولد عبد الله، مسئول ورشة تدعيم الأرصفة، إنهم يكثفون العمل لانجاز مهامهم قبل موسم الخريف.

موضحا أن طريق روصو أتعبت الشركة بسبب انتهاء عمرها الافتراضي.

وقد أقام طاقم الشركة المكلف بهذا العمل ورشة لتحضير ونقل مادة الردم من قرية دبي (15كلم شمالي تكند) ليتم نقلها في أربع قالبات تبدأ العمل من الساعة الثامنة صباحا ولغاية السابعة مساء بما في ذلك أيام العطل.

ويقول رئيس الورشة، محمد كمال، إن طول العمل المنجز يوميا يتوقف على بعد مكان استجلاب مادة الردم، حيث لا تتجاوز رحلات القالبة الواحدة أربع رحلات في بعض الأماكن، أما الآن -يضيف محمد كمال- فبإمكان القالبة الواحدة انجاز ما يصل على 24 رحلة يوميا بسبب قرب مكان الشحن الذي يبلغ 4 كلم فقط، لكن هذا الرقم يتقلص إلى حد كبير إذا ما تم البدأ في إعادة ترميم طريق المذرذرة بسبب عدم وجود مصدر آخر غير المصدر الحالي بقرية دبي. كما أوضح مسئول الورشة إنه سبق أن تم الانتهاء من تدعيم رصيف الطريق الرابط بين روصو-تكند، وأنهم بعد أسبوع -على الاقل- سوف ينتقلون إلى طريق تكند-المذرذرة.

وكانت أول عملية من هذا النوع على طريق نواكشوط- روصو قد قامت بها الشركة سنة1997 على طول 20 كلم جنوب العاصمة نواكشوط.

2- الترميم

فازت شركة EBTR للمقاولات السنة الماضية بعرض مناقصة لترميم 27.5 كلم على طريق نواكشوط-روصو بداية من ثلاث كيلومترات شمال تكند وحتى بلدية "الخوارة" جنوبا، وقد بلغت تكاليف الصفقة ما قيمته 525 مليون أوقية.

وفي تصريح للجريدة قال السيد عبد الله ولد بتاح، مسئول شركة EBTR إن الشركة أنجزت حتى الآن ما مجموعه 15 كلم، وأن العمل متواصل طيلة أيام الأسبوع، ليتم الانتهاء منه بعد حوالي شهر من الآن،

موضحا أنهم ينجزون يوميا ما بين 900م إلى 1كلم.

أما السيد الحسن ولد اكيش، مسئول مكتب المراقبة BEAR فقد أوضح بأن الشركة المنفذة عانت كثيرا من مشكل انهيار التربة في بلدة "لكراع لبيظ" موضحا أن ذلك الانهيار لابد له من دراسة خاصة، لكنه يحظى بمعالجة دقيقة وفعالة قبل الإنتهاء من العمل.

3- إزاحة الرمال

ينحصر تواجد الرمال بشكل رئيسي على طول طريق نواكشوط- روصو في مناطق محددة على النحو التالي:

المنطقة1: من الكيلومتر17 إلى الكيلومتر48، حيث تزحف ألسنة صغيرة من الرمال على الطريق، لكنها دائمة بسبب الرياح الغربية المتواصلة، وفوضوية تشييد الأخبية المنتشرة على جانب الطريق الأيمن.

المنطقة2: من الكيلومتر72 إلى الكيلومتر110، وفي هذه المنطقة تزحف على الطريق رمال مشابهة لرمال طريق بوتلميت، ولكنها تتميز عنها بالزحف من كل الجانبين، مما يضطر عمال الصيانة غالبا إلى تحويلها من غرب الطريق إلى شرقها بسبب دوام الرياح الغربية مقارنة بالرياح التي تهب من جهة الشرق.

المنطقة3: من الكيلومتر120 إلى الكيلومتر155 وهي مشابهة تماما لرمال المنطقة2، غير أن رمالها يتم تحويلها إلى الغرب.

المنطقة4: من الكيلومتر176 إلى الكيلومتر194 وهي منطقة تجتاحها الرمال من جهة الشرق والشمال مما يستدعي تحويلها إلى جنوب وغرب الطريق.

وتقوم على صيانة هذا الطريق جرافتان تتناصفانها انطلاقا من مدينة تكند.

ثانيا: طريق تكند-المذرذرة (50 كلم)

رغم قصر هذا الطريق فقد لاحظ المتتبعون لحركة السير عليها عبور ما لا يقل عن 200 سيارة أثناء عطلة نهاية الأسبوع، وحوالي 60 سيارة بشكل يومي، ولذلك تمت إضافتها إلى شبكة الطرق الواقعة تحت وصاية الشركة الوطنية لصيانة الطرق.. مشكلة هذه الطريق الكبرى تكمن في كثرة الحفر التي تعيق السير، وتؤدي إلى تعطيل السيارات وإزعاج الركاب فضلا عن تعريض حياتهم للخطر، ولذلك وضعت الشركة جرارا ثابتا على هذا الطريق يقوم كل يومين أو ثلاثة بجر إطارات السيارات لتسوية تلك الحفر، التي من أخطرها على مستخدمي الطريق حفرة تقع على بعد 27 كلم قبالة بلدة "احسي ارحاحله"

وتتواجد الرمال في أربع نقاط على طول الطريق هي الكيلومترات 25 و30 و35 ومدخل مدينة المذرذرة. وتقوم شركة ENER بدوريات شبه يومية لمراقبة حركة الرمال، وإذا ما لاحظت ضرورة للتدخل استجلبت إحدى جرافتي طريق روصو لإزاحة الرمال عن الطريق.

ثالثا: طريق نواكشوط- بتلميت (150 كلم)

تستحوذ طريق نواكشوط- بتلميت على 70% من أشغال إزاحة الرمال عن الطرق في موريتانيا.

أ إزاحة الرمال بالتشجير

تعاملت الشركة الوطنية لصيانة الطرق مع مقاول فرنسي سنة1997 لتشجير الطريق الرابط بين نواكشوط- وادي الناقة، لكن المقاول فشل قي تشجير أكثر من ثلاث كيلومترات بداية من الكيلومتر17، كما قامت بالتعامل مع بعض المقاولين خلال السنة الموالية 98  تمكنوا من تشجير خمس كيلومترات توقفت عند الكلم25.

وفي سنة 2001 تعاقدت الشركة مع عشرة مقاولين وطنيين بمبلغ 4.5 مليون أوقية عن كل مائة هكتار يتم تشجير ما لا يقل عن 80% منها، على أن يتم تجديد أو إلغاء الاتفاقية سنويا.

ب- إزاحة الرمال بالجرافات:

تمتلك الشركة الوطنية لصيانة الطرف ثماني جرافات وتستأجر أربعا من طرف بعض المؤسسات والأفراد بتكلفة قدرها 14000 أوقية للساعة علاوة على تكاليف المحروقات.

وقد قام عمال الشركة القائمين على إزاحة الرمال بتقسيم الطريق الرابط بين نواكشوط وبتلميت إلى ثلاث مناطق رئيسية هي: المنطقة 1: وتضم المقاطع من الكيلومتر 8 إلى الكيلومتر20، ومن 25 إلى26، ومن 30 إلى 32، وأخيرا من الكيلومتر36 إلى الكيلومتر50.

المنطقة 2: من الكيلومتر65 إلى الكيلومتر110 (مقر عمال الشركة) وتضم هذه المنطقة الكيلومتر75 الذي يحتاج إلى صيانة شبه يومية.

المنطقة3: من الكيلومتر110 إلى مدخل مدينة بوتلميت.

عقبات

حسب بعض المصادر فإن الشركة الوطنية لصيانة الطرق تعاني من صعوبة الحصول على حصة الدولة من تمويلها، عكس ما يحصل مع مساعدات الاتحاد الأوروبي التي تأتي في إطار دعم شبكات الطرق في البلاد.. كما أن معظم آليات الشركة التي تم شراؤها سنة 96 قد تعطلت أو انتهى عمرها الافتراضي، بعد أن قامت بدورها، مما أدى بالشركة إلى صرف مبالغ طائلة في تأجير آليات للعمل من طرف بعض الشركات والأفراد، رغم شرائها لبعض الآليات سنة2002، والتي تعمل الآن بكفاءة عالية لكنها لم تكن كافية.

ثم إن تكليف الشركة بصيانة طرق لم تعد صيانتها ذات جدوى بسبب انتهاء فترة صلاحيتها يكلفها الكثير من الأموال في عمليات الصيانة وإعادة الصيانة المتكررة.

 

سيدي محمد ولد يونس

السفير: العدد 118 الصادر بتاريخ: 30 مايو 2005