يوحنا أنور داود يكتب :عندما حلقت الرافال في سماء سِرت | صحيفة السفير

يوحنا أنور داود يكتب :عندما حلقت الرافال في سماء سِرت

أربعاء, 31/03/2021 - 18:26
 يوحنا أنور داود/ كاتب مصري متخصص في الشان الافريقي

الدول كالأشخاص عادة ما تولد من جديد من خلال موقف أو حادث معين يُغير مجرى حياتها أو ربما كلمة أو تصريح !

ظن الجميع أن ليبيا ذاهبة إلى المجهول. وذلك من خلال الانتصارات المتتالية التي حققتها عناصر حكومة الوفاق الليبية على قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وبمساعدة بعض المرتزقة وعدد من القوات والخبراء العسكريين الأتراك،والسيطرة على مدينة ترهونة الاستراتيجية بالاضافةإلى قاعدةالوطية الحربية ومن ثم التقدم باتجاه مدينة سرت الاستراتيجية كذلك وقاعدة الجفرة العسكرية.

هنا كان لا بد لمصر أن تتدخل، حيث يصعب عليها أن تترك أمنها القومي في الغرب مهدداً.وأن يكون مرتعا للمرتزقة والإرهابيين الذين جلبتهم تركيا من دول عدة خاصة سوريا والصومال وإعلان الرئيس السيسي منتصف العام الماضي بصورة مباشرة أن تجاوز خط سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة لمصر. وذلك من خلال تفقده عناصر القوات الجوية في منطقة سيدي براني العسكرية على الحدود الليبية وتأكيده على ذلك في اجتماعه مع شيوخ القبائل الليبية الشهر التالي.وهم أيدوا هذا القرار ودعموه ولقد أكد  الرئيس السيسي مرة أخرى على ذلك في كلمته أمام الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة .

صاحب ذلك تحليق طائرات الرافال " مجهولة المصدر" في سماء سرت وقصف أرتال عسكرية تركية في قاعدةالوطية العسكرية التي حصنتها تركيا بأنظمة دفاع جوي متتطورة وذلك اثناء تواجد رئيس أركان الجيش التركي في ليبيا لتكون الرسالة واضحة للجميع بان يتراجعوا ومن ثم العودة إلى المسار السياسي .

هنا انتهى كل شئ في ليبياوبدات بدايةجديدة تماماً. وصدقت مقولة أن أفضل وسيلة لتجنب الحرب هو التلويح بها. وجلس الجميع مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات من خلال ما عرف بلجنة خمسة + خمسة. وتوالت المفاوضات مرة أخرى وأقيمت المؤتمرات التي أسفرت في النهاية في غضون أقل من عام من تصريحات الرئيس السيسي وتحديده الخط الأحمر إلى مجلس رئاسي جديد بقيادة محمد المنفي وحكومة ليبية جديدة بقيادة عبدالحميد الدبيبة نالت ثقة البرلمان الليبي خلال شهر مارس.

وهو ما لقياستحسانعدة دول وإشادتها بالموقف المصري الذي لولاه ما وصلت ليبيا إلى هذه اللّحظة التاريخية والمفصلية في تاريخها.

                                                                   

[email protected]